فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو السعود:

{قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ}
في مقامكما هذا حسب عادتِكما المطردةِ: {إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ} استثناءٌ مفرَّغٌ من أعم الأحوال أي لا يأتيكما طعامٌ في حال من الأحوال إلا حالَ ما نبأتكما به بأن بينتُ لكما ماهيّتَه وكيفيته وسائرَ أحواله: {قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا} وإطلاقُ التأويل عليه إما بطريق الاستعارةِ فإن ذلك بالنسبة إلى مطلق الطعامِ المُبهمِ بمنزلة التأويلِ بالنظر إلى ما رُئيَ في المنام وشبيهٌ له، وإما بطريق المشاكلة حسبما وقع في عبارتهما من قولهما: {نَبّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ} ولا يبعُد أن يراد بالتأويل الشيءُ الآئلُ لا المآلُ فإنه في الأصل جعلُ شيءٍ آئلًا إلى شيء آخرَ فكما يجوز أن يراد به الأولُ فالمعنى إلا نبأتُكما بما يؤول إليه من الكلام والخبرِ المطابق للواقع وكان عليه السلام يقول لهما: اليوم يأتيكما طعامٌ صفتُه كيتَ وكيت فيجدانه كذلك، ومرادُه عليه السلام بذلك بيانُ كلِّ ما يُهمّهما من الأمور المترقَّبة قبل وقوعِها، وإنما تخصيصُ الطعام بالذكر لكونه عريقًا في ذلك بحسب الحال مع ما فيه من مراعاة حسنِ التخلص إليه مما استعبراه من الرؤيَيَيْن المتعلقتين بالشراب والطعام، وقد جعل الضميرُ لما قصا من الرؤييين على معنى لا يأتيكما طعامٌ ترزقانِه حسب عادتِكما إلا أخبرتكما بتأويل ما قصصتما عليَّ قبل أن يأتيكما ذلك الطعامُ الموقت مرادًا به الإخبارُ بالاستعجال في التنبئة. وأنت خبيرٌ بأن النظم الكريمَ ظاهرٌ في تعدد إتيانِ الطعام والإخبار بالتأويل وتجدُّدِهما وأن المقام مقامُ إظهارِ فضلِه في فنون العلومِ بحيث يدخل في ذلك تأويلُ رؤياهما دخولًا أوليًا، وإنما لم يكتفِ عليه السلام بمجرد تأويلِ رؤياهما مع أن فيه دِلالةً على فضلة لأنهما لما نعتاه عليه السلام بالانتظام في سِمْط المحسنين وأنهما قد علما ذلك حيث قالا: إنا نراك من المحسنين توسّم عليه السلام فيهما خيرًا وتوجّهًا إلى قَبول الحق فأريد أن يخرُجَ آثرَ ذي أثيرٍ عما في عُهدته من دعوة الخلقِ إلى الحق فمهّد قبل الخوضِ في ذلك مقدمةً تزيدهما علمًا بعظم شأنِه وثقةً بأمره ووقوفًا على طبقته في بدائع العلومِ توسلًا بذلك إلى تحقيق ما يتوخاه، وقد تخلّص إليها من كلامهما فكأنه قال: تأويلُ ما قصصتماه عليّ في طرف التمام حيث رأيتما مثاله في المنام وإني أبيّن لكما كلَّ جليل ودقيق من الأمور المستقبلة وإن لم يكن هناك مقدمةُ إلمامٍ حتى إن الطعام الموظفَ الذي يأتيكما كلَّ يوم أبيّنه قبل إتيانه، ثم أخبرهما بأن عمله ذلك ليس من قبيل علوم الكهنةِ والعرّافين، بل هو فضلٌ إلهيٌّ يؤتيه من يشاء ممن يصطفيه للنبوة فقال: {ذلكما} أي ذلك التأويلُ والإخبارُ بالمغيّبات ومعنى البُعد في ذلك للإشارة إلى علو درجتِه وبُعد منزلتِه: {مِمَّا عَلَّمَنِى رَبّى} بالوحي والإلهامِ أي بعضٌ منه أو من ذلك الجنسِ الذي لا يحوم حولَ إدراكِه العقولُ، ولقد دلهما بذلك على أن له علومًا جمةً، ما سمعاه قطعةٌ من جملتها وشُعبةٌ من دوحتها، ثم بين أن نيل تلك الكرامةِ بسبب اتباعِه ملةَ آبائِه الأنبياءِ العظامِ وامتناعِه عن الشرك فقال: {إِنّى تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بالله} وهو استئنافٌ وقع جوابًا عن سؤال نشأ من قوله: ذلكما مما علمني ربي وتعليلًا له لا للتعليم الواقع صلةً للموصول لتأديته إلى معنى أنه مما علمني ربي لهذا السبب دون غيرِه، ولا لمضمون الجملةِ الخبرية لأن ما ذُكر بصدد التعليلِ ليس بعلةٍ لكون التأويلِ المذكورِ بعضًا مما علمه ربُّه أو لكونه من جنسه بل لنفس تعليمِ ما علمه فكأنه قيل: لماذا علمك ربُّك تلك العلومَ البديعة؟ فقيل: لأني تركت ملة الكفرةِ أي دينَهم الذي اجتمعوا عليه من الشرك وعبادةِ الأوثان، والمراد بتركها الامتناعُ عنها رأسًا كما يفصح عنه قوله: {مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بالله مِن شَئ} لا تركُها بعد ملابستها، وإنما عبّر عنه بذلك لكونه أدخلَ بحسب الظاهرِ في اقتدائهما به عليه السلام، والتعبيرُ عن كفرهم بالله تعالى بسلب الإيمان به للتنصيص على أن عبادتَهم له تعالى مع عبادة الأوثانِ ليست بإيمان به تعالى كما هو زعمُهم الباطلُ على ما مر في قوله تعالى: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالح}، {وَهُم بالآخرة} وما فيها من الجزاء: {هُمْ كافرون} على الخصوص دون غيرِهم لإفراطهم في الكفر.
{واتبعت مِلَّةَ ءابَاءي إبراهيم وإسحاق وَيَعْقُوبَ} يعني أنه إنما حاز هذه الكمالاتِ وفاز بتلك الكراماتِ بسبب أنه اتبع ملةَ آبائِه الكرامِ ولم يتبع ملةَ قومٍ كفروا بالمبدأ والمعاد وإنما قاله عليه السلام ترغيبًا لصاحبيه في الإيمان والتوحيدِ وتنفيرًا لهما عما كانا عليه من الشرك والضلالِ، وقُدّم ذكرُ تركِه لملّتهم على ذكر اتباعِه لملة آبائِه لأن التخليةَ متقدمةٌ على التحلية: {مَا كَانَ} أي ما صح وما استقام فضلًا عن الوقوع: {لَنَا} معاشرَ الأنبياءِ لقوة نفوسِنا ونور علومِنا: {أَن نُّشْرِكَ بالله مِن شَئ} أيَّ شيءٍ كان من ملك أو جنّي أو إنسي فضلًا عن الجماد البحت: {ذلك} أي التوحيدُ المدلولُ عليه بقوله: ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء: {مِن فَضْلِ الله عَلَيْنَا} أي ناشئ من تأييده لنا بالنبوة وترشيحِه إيانا لقيادة الأمةِ وهدايتِهم إلى الحق وذلك مع كونه من التوحيد ودواعيه نعمةٌ جليلةٌ وفضلٌ عظيم علينا بالذات: {وَعَلَى الناس} كافةً بواسطتنا وحيث عبّر عن ذلك بذلك العنوان عبّر عن التوحيد الذي يوجبه بالشكر فقيل: {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَشْكُرُونَ} أي لا يوحّدون فإن التوحيدَ مع كونه من آثار ما ذُكر من التأييد شكرٌ لله عز وجل على تلك النعمةِ وإنما وُضع الظاهرُ موضع الضمير الراجعِ إلى الناس لزيادة توضيحٍ وبيانٍ ولقطع توهمِ رجوعِه إلى المجموع المُوهمِ لعدم اختصاصِ غير الشاكرِ بالناس، وقيل: ذلك التوحيدُ من فضل الله علينا حيث نصَب لنا أدلةً ننظر فيها ونستدلّ بها على الحق. وقد نصَب مثلَ تلك الأدلةِ لسائر الناس أيضًا ولكن أكثرَهم لا ينظرون ولا يستدلون بها اتّباعًا لأهوائهم فيبقَوْن كافرين غيرَ شاكرين ولك أن تقول: ذلك التوحيدُ من فضل الله علينا حيث أعطانا عقولًا ومشاعرَ نستعملها في دلائلِ التوحيد التي مهدها في الأنفس والآفاقِ وقد أعطى سائرَ الناس أيضًا مثلها ولكن أكثرَهم لا يشكرون أي لا يصرِفون تلك القُوى والمشاعرَ إلى ما خُلقت هي له ولا يستعملونها فيما ذكر من أدلة التوحيدِ الآفاقيةِ والأنفُسية والعقليةِ والنقلية. اهـ.

.قال الألوسي:

{قَالَ لاَ يَأْتيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانه}
في الحبس حسب عادتكما المطردة: {إلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بتَأْويله} استثناء مفرغ من أعم الأحوال أي لا يأتيكما طعام في حال من الأحوال إلا حال ما نبأتكما به بأن بينت لكما ماهيته وكيفيته وسائر أحواله: {قَبْلَ أَن يَأْتيَكُمَا}، وحاصله لا يأتيكما طعام إلا أخبرتكما قبل إتيانه إياكما بأنه يأتيكما طعام من صفته كيت وكيت.
وإطلاق التأويل على ذلك- مع أن حقيقته في المشهور تفسير الألفاظ المراد منها خلاف الظاهر ببيان المراد بطريق الاستعارة فإن ذلك يشبه تفسير المشكل، أو أنه بالنسبة إلى الطعام المبهم بمنزلة التأويل بالتأويل بالنسبة إلى ما رؤي في المنام وشبيه له.
ويحسن هذه الاستعارة ما في ذلك من المشاكلة لما وقع في عبارتهما من قولهما: {نبئنا بتأويله} [يوسف: 36] وكون المراد بالتأويل الأمر الآيل لا المآل بناءًا على أنه في الأصل جعل شيء آيلًا إلى شيء آخر وكما يجوز أن يراد به الثاني يجوز أن يراد به الأول، ويكون المعنى إلا نبأتكما بما يؤول إليه من الكلام والخبرِ المطابق للواقع، في غاية البعد بل لا يكاد يلتفت إليه كما لا يخفى على المنصف.
وكأنه عليه السلام أراد أن يعرض عليهما التوحيد ويزينه لهما ويقبح لهما الشرك بالله تعالى قبل أن يجيبهما عما سألاه من تعبير رؤياهما ثم يجيبهما عن ذلك.
وهذه طريقة على كل ذي عقل أن يسلكها مع الجهلة والفسقة إذا استفتاه واحد منهم أن يقدم الإرشاد والنصيحة أولًا ويدعوه إلى ما هو أولى به وأوجبه عليه مما استفتى فيه ثم يفتيه، ولعل ذلك كان مغترضًا عليه عليه السلام فوصف نفسه أولًا بما هو فوق علم العلماء وهو الإخبار بالمغيبات وجعله تخلصًا لما أراد كالتخلصات المعروفة عندهم فإن الإخبار بالغيب يناسب ما سألاه من تأويل رؤياهما وأن من كان هكذا لا محالة يكون بغيره صادقًا، ويقوي أمر المناسبة تخصيص الطعام بالذكر من بين سائر المغيبات كما لا يخفى، ويناسب ما أراده من الدعوة إلى التوحيد لأنه ثبت صدقه ونبوته وكونه من المرتضين عند الله تعالى الصادقين في أقوالهم وأفعالهم، وفي حكاية الله تعالى ذلك إرشاد لمن كان له قلب، وقد أدمج فيه أن وصف العالم نفسه لينتفع به لا يحرم ولا يعد ذلك من التزكية المحظورة.
وإلى ما ذكرنا من حمل الإتيان على الإتيان في اليقظة ذهب غير واحد من الأجلة وروي عن ابن جريج، وحمله بعضهم على الإتيان منامًا.
قال السدي وابن إسحاق: إنه عليه السلام لما علم من رؤية الخباز أنه يقتل أخذ في حديث آخر تنسية لهما أمر المنام وطماعية في إيمانهما ليأخذ المقتول بحظه من الإيمان وتسلم له آخرته فقال بعظيم علمه بالتعبير: إنه لا يجيئكما طعام في نومكما تريان أنكما ترزقانه إلا أعلمتكما بما يؤول إليه أمره في اليقظة قبل أن يظهر ذلك.
ولا يخفى أن حديث الطماعية المذكورة مما لا بأس إلا أن حديث التنسية لا يخلو عن منع.
وجاء في رواية أخرى عن ابن جريج أخرجها ابن جرير وابن المنذر وغيرهما عنه ما يقرب من هذا الحديث من وجه فإنه قال: إنه عليه السلام كره العبارة لهما فأجابهما بأن له علمًا بما يأتيهما من الطعام ولم يصرح بما تدل عليه رؤياهما شفقة على الهالك منهما، وكان الملك إذا أراد قتل إنسان صنع له طعامًا معلومًا فأرسل به إليه فلما لم يكتفيا بذلك وطلبا منه التعبير أيضًا دعاهما إلى التوحيد كراهة للعبارة أيضًا، فلما لم يكتفيا عبر لهما وأوضح ما تدل عليه رؤياهما وهو كما ترى.
وأيًا مّا كان فالضمير في (تأويله) يعود على الطعام، وجوز عوده على ما قصاه عليه من الرؤيتين على معنى لا يأتيكما طعام ترزقانه حسب عادتكما إلا أخبرتكما بتأويل ما قصصتما عليَّ قبل أن يأتيكما ذلك الطعام الموقت، والمراد الإخبار بالاستعجال بالتنبئة وفيه أنه خلاف الظاهر مع أن الإخبار بالاستعجال مما ليس فيه كثير مناسبة لما هو بصدده.
وقد يقال: يجوز عود الضمير إلى ما قصاه ويكون المراد من الطعام المرزوق ما رأياه في النوم، ولا يخفى ما فيه أيضًا لكن التأويل على هذين الوجهين لا يحتاج إلى التأويل بل يراد منه ما أريد من تأويله في كلامهما، وكذا الضمير المستتر في: {يأتيكما} يعود على الطعام وعوده على التأويل وإن كان أقرب بعيد.
ثم إنه عليه السلام أخبرهما بأن علمه ذلك ليس من علوم الكهنة والمنجمين بل هو فضل إلهي يؤتيه من يشاء فقال: {ذَلكُمَا} ويروى أنهما قالا له: من أين لك ما تدعيه من العلم وأنك لست بكاهن ولا منجم؟! وقيل: قالا إن هذا كهانة أو تنجيم فقال: أي ذلك التأويل والكشف عن المغيبات، ومعنى البعد في (ذلك) للإشارة إلى بعد منزلته وعلو درجته: {ممَّا عَلَّمَني رَبِّي} بالوحي أو ينحو ذلك مما يحصل به العلم كما يكون للأولياء أهل الكشف رضي الله تعالى عنهم، واقتصر بعضهم على الأول وادعى أن الآية دليل على أنه عليه السلام كان إذ ذاك نبيًا، وأيًا مّا كان فالمراد أن ذلك بعض مما علمنيه الله تعالى أو من ذلك الجنس الذي لا يناله إلا الأصفياء، ولقد دلهما بذلك على أن له علومًا جمة ما سمعاه قطرة من تيارها وزهرة من أزهارها.
وقوله: {إنِّي تَرَكْتُ ملَّةَ قَوْم لاَّ يُؤمنُونَ بالله} استئناف وقع جوابًا عن سؤال نشأ مما تقدم وتعليلًا له كأنه قيل: لماذا علمك ربك تلك العلوم الجليلة الشأن؟ فقال: لأني تركت دين الكفر الذي اجتمعوا عليه من الشرك وعبادة الأوثان.
وقيل: تعليل للتعليم الواقع صلة وهو يؤدي إلى معنى أنه مما علمني ربي لهذا السبب دون غيره وليس بمراد.
وقيل: لمضمون الجملة الخبرية.
وفيه أن ما ذكر ليس بعلة لكون التأويل المذكور بعضًا مما علمه ربه أو لكونه من جنسه بل لنفس التعليم.
والمراد بالترك الامتناع فإنه لم يتلوث بتلك قط كما يفصح عنه ما يأتي من كلامه عليه السلام قريبًا إن شاء الله تعالى لكن عبر به عن ذلك استجلابًا لهما لأن يتركا تلك الملة التي هم عليها على أحسن وجه.
والتعبير عن كفرهم بالله تعالى بسلب الإيمان به سبحانه للتنصيص على أن عبادتهم له تعالى مع عبادة الأوثان ليست بإيمان به تعالى كما يزعمونه.
وأراد بأولئك القوم المتصفين بعنوان الصلة حيث كانوا، وقيل: أهل مصر فإنهم كانوا عبدة إذ ذاك: {وَهُم بالآخرَة} وما فيها من الجزاء: {هُمْ كَافِرُونَ} أي على الخصوص دون غيرهم من الكنعانيين الذين هم على ملة إبراهيم عليه السلام على ما يفيده توسيط ضمير الفصل هنا عند البعض، وذكر أن تقديم الضمير للتخصيص وتكريره للتأكيد، ولعله إنما أكد إنكارهم للمعاد لأنه كان أشد من إنكارهم للمبدأ فتأمل.
{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}
داخل في حيز التعليل كأنه قال: إنما فزت بما فزت بسبب أني لم أتبع ملة قوم كفروا بالمبدأ والمعاد واتبعت ملة آبائي الكرام المؤمنين بذلك، وإنما قاله عليه السلاة ترغيبًا لصاحبيه في الإيمان والتوحيد وتنفيرًا لهما عما كانا عليه من الشرك والضلال، وقدم ذكر تركه لملتهم على ذكر اتباعه لملة آبائه عليهم السلام لأن التخلية مقدمة على التحلية.